استمر في الظهور: زرع بالدموع، وحصد بالفرح

Keep Showing Up: Sowing in Tears, Reaping in Joy - Valiant Sheep Store

هناك أيامٌ يبدو فيها الحضور أصعب ما يمكن فعله. تُكرّس وقتك، وتُقدّم أفضل ما لديك، ومع ذلك تبدو الأرض جافة. لا بوادر نمو، لا ثمار - مجرد كدح. من السهل أن تتساءل: هل يستحق الأمر كل هذا العناء؟

لكن الكتاب المقدس يذكرنا بحقيقة أعمق:


من يزرع بالدموع يحصد بهتاف! من يخرج باكيًا حاملاً بذاره، يعود بهتافًا حاملاً حِزمه. — مزمور ١٢٦: ٥-٦


هذا وعد. ليس احتمالًا، ولا احتمالًا، بل يقين. الدموع، والنضال، والجهد الخفي، كلها جزء من العملية. وإذا واصلنا التواجد، وإذا واصلنا البذر، سيأتي الحصاد.


مبدأ البذر والحصاد


لقد نسج الله مبدأ البذر والحصاد في جوهر الخلق. فلا يزرع المزارعون بذرة اليوم وينتظرون حصادًا وفيرًا غدًا. هناك سقي وانتظار وتجاوز للعواصف. وفي ملكوت الله، ينطبق المبدأ نفسه.


ويؤكد بولس هذه الحقيقة في غلاطية 6: 9:


"ولا نكل من عمل الخير، لأننا سنحصد في حينه، إن لم نيأس."


يريد العدو أن نستسلم في فترة الانتظار. يريدنا أن نصدق كذبة أن عملنا عبث. لكن الإخلاص - التواجد حتى لو لم نكن نرغب في ذلك - هو مفتاح الانطلاق.


البذر في مكان العمل


بالنسبة لنا نحن الذين نعمل ليل نهار، سواءً في الموسيقى أو الأعمال أو الخدمة الدينية أو أي مجال آخر، يُعدّ هذا المبدأ بالغ الأهمية. فالنجاح لا يأتي من لحظة إلهام واحدة، بل من طاعة مستمرة. قد لا نرى دائمًا أثر عملنا فورًا، لكن الله يراه.


فكّر في يوسف. كان أمينًا في بيت فوطيفار. أمينًا في السجن. ومع مرور الوقت، ارتقى إلى منصبٍ ذي نفوذ. ماذا لو استسلم عندما بدت الأمور قاتمة؟


عندما نعمل بالنزاهة والتميز، حتى في الخفاء، فإننا نزرع بذورًا سيحييها الله في الوقت المناسب.


الدموع لا تذهب سدى


يخبرنا المزمور ٥٦:٨ أن الله يجمع دموعنا في زمزم. يرى تضحياتنا، وخيبات أملنا، ودعواتنا التي نرفعها بتعب. لا تضيع دمعة واحدة. إنها تسقي أرض حصادنا القادم.


إن كنتَ في موسمِ زرعٍ بالدموع، فتشجع. فالوعدُ لا يزالُ قائمًا: ستحصدُ بفرحٍ غامر.


لذا استمروا في التواجد. استمروا في الزرع. استمروا في الثقة. لأن الله الذي دعاكم أمين، والحصاد آتٍ.